تغيير التوازنات الطائفية في المنطقة

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «السفير الذي ورط الأسد وبغداد!»، المنشور بتاريخ 17 يوليو (تموز) الحالي، أقول: موقف الحكومة العراقية واضح جدا، حيث إنها ضد الأسد داعم الإرهاب وضد الإرهاب نفسه الذي يطرح نفسه بديلا عن الأسد، أي أن بديل الأسد القاعدي التكفيري أكثر من الأسد إرهابا. موقف الحكومة العراقية لا يختلف كثيرا عن موقف الحكومة الأردنية أو الجزائرية أو اللبنانية من الأزمة السورية، فلماذا التركيز على الحكومة العراقية فقط؟ السفير المنشق هو ضابط أمن سوري متورط في الإرهاب وفي قتل العراقيين، بالتأكيد حاله حال حكومته، وليست الحكومة السورية فقط متورطة في قتل العراقيين، فكثير ممن يقفون اليوم ضدها أيضا متورطون، وما زالوا يعملون على قتل العراقيين. السفير السوري لم يورط بغداد لأنه لم يذكر شيئا جديدا، فالعراقيون وحكومتهم يعرفون ذلك. الغريب في الأمر أنه عندما وقف المالكي ضد جرائم المخابرات السورية في العراق وقف الجميع ضده خاصة من يلومونه اليوم لموقفه المتعقل من الأزمة السورية، فقد كان الوحيد الذي ينتقد النظام السوري، وموقفه اليوم هو قمة السياسة في ألا تدفعه الانفعالات حتى لا يجري ضمن مشروع طائفي جديد، لا يهمه الشعب السوري أبدا بل ما يهمه تغيير التوازنات الطائفية في المنطقة.

حيدر هلال الهلالي - آيرلندا [email protected]