هل يصل القطار في موعده؟

TT

> تعقيبا على مقال عادل درويش «ثقافة الآيديولوجية وآيديولوجية الثقافة»، المنشور بتاريخ 21 يوليو (تموز) الحالي، أقول: نحن نتكلم عن شيئين متناقضين فبينما تنشغل الأمم المتحضرة بكل ما يهم المواطن وكيفية تحسين سبل المعيشة ومواجهة المشكلات اليومية ومحاسبة المقصر وصياغة القوانين التي تحمي المواطن وأمواله، نهتم نحن بكيفية صياغة دستور يحمي دين الدولة ولغتها ونبحث عن السيادة لمن، وكثير من التفاصيل التي لن تقدم للبلد شيئا غير تحقيق أجندة خفية لمن استولوا على الحكم في غفلة من الزمان، العالم يبحث كيف يحارب الأمراض؟ وكيف يطور التكنولوجيا؟ وكيف يغزو الفضاء؟ وكيف يجعل حياة الإنسان أسهل وأجمل؟ بينما يبحث برلمان المحروسة المنحل بحكم المحكمة عن تخفيض سن الزواج وتشريع الختان، فالعالم ينظر للأمام بينما نحن ننظر للوراء، وفي أحسن الأحوال ننظر تحت أقدامنا، العالم يعمل ليلا ونهارا ويجري بقسوة وراء لقمة العيش، بينما نجري وراء مطالب فئوية، ونطالب بتحسين أوضاعنا المالية بينما عجلة العمل متوقفة تماما، نقطع خطوط السكك الحديدية، ونضع الإطارات المحروقة على القضبان فيخرج القطار عن طريقه، بينما هناك أناس يحلمون بأن يصل القطار في موعده بينما القطار عاجز عن الحركة بسبب أفعالنا.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]