ثوراتنا العربية

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «يصدق كل ما يقول»، المنشور بتاريخ 29 يوليو (تموز) الحالي، أقول: تحدث الثورات في حياة الشعوب نتيجة انسداد كل الطرق لمعالجة الأزمة التي يعانيها الشعب، والحاكم سادر في غيه لا يشعر بآلام الناس غير أن الثورة في معظم الأحيان تتحول إلى مطية من خلالها يصل ثلة من الانتهازيين إلى السلطة، لذلك يجب على الشعب أن يكون حذرا من الذي لا يؤمن بدفع الثمن، ويريد جني الثمرة هناك عبارة شائعة تقول: إن الثورة يخطط لها الأذكياء وينفذها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء الذين يتحولون بالتدرج إلى حكام مستبدين، أمامنا تجارب كثيرة تكشف لنا أن من كان في صفوف المعارضة عندما وصل إلى الحكم حذا حذو سلفه فهو قد اتهم الحاكم بإهدار مال الشعب عندما كان معارضا وحين حل محله ما وجدنا أي اختلاف، فهو مثله مثل من ثار ضده، قد تكدس الأموال ونسي الشعب ولا يذكره إلا في خطبه أو في المناسبات ونحن نعرف أن في الثورة الفرنسية قد وقعت أخطاء فادحة مع أن هذه الثورة قد سبقتها ثورة ثقافية دشنها المفكرون الكبار الذين دعوا إلى التسامح وضرورة إعادة الاعتبار إلى الإنسان فما بالك بثوراتنا وهي غير محمية بالفكر والوعي لذلك إذا حصل تراجع إلى الوراء يجب أن لا نستغرب لأن ثورة من دون الفكر تغدو شعارا يزين الجدران.

كيلان حنفي - العراق [email protected]