هي الواقعية

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «ما الذي حدث في مصر؟»، المنشور بتاريخ 14 أغسطس (آب) الحالي، أقول: ربما أصبح الرئيس يتمتع بصلاحيات أكبر، ولكنه لم يختر هذا المشهد وإنما فرض عليه فرضا، وساعدته الأحداث والواقعية الإدارية لاتخاذ تلك القرارات التي هي للوهلة الأولى تبدو انقلابا على العسكر، وقد بدأت المشكلة بحل المجلس التشريعي تحسبا لفوز أحمد شفيق برئاسة الجمهورية، ولكن جرت الرياح بما لم تشته السفن وفاز د. مرسي بالرئاسة، ثم كان الإعلان الدستوري الذي منح رئيس المجلس العسكري صلاحيات تفوق صلاحيات رئيس الدولة، كما أنه وزير للدفاع ويسيطر على ميزانية الدولة، وللمرء أن يتأمل كيف يستطيع رئيس الوزراء أن يعقد اجتماعا يحضره وزير الدفاع بكل صلاحياته، وأحسب أن المشير طنطاوي أدرك عدم الواقعية، وحجم الإشكال الإداري الذي أوقع المجلس العسكري نفسه فيه وحتما أنه تفاهم مع الرئيس على تقاعده، بقي أن أقول للمتشفين بالعسكر والمنادين بمحاكمة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان واجبهم أن يطلبوا تكريمهم، فقد قادوا البلاد بأقل الخسائر الممكنة مقارنة مع ما شاهدناه في ليبيا وما يجرى في سوريا حاليا وأحسب أن على المصريين عموما قبول بعضهم بعضا بعيدا عن التصنيف الطائفي أو الثقافي وأن يتفرغوا لبناء وطنهم بكل حب وتراحم وإخلاص.

د. مستور الغامدي - أميركا [email protected]