أميركا.. وأياديها الخفية

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «هل انتهت المرحلتان؟!»، المنشور بتاريخ 15 أغسطس (آب) الحالي، أقول: من المؤكد أن الرئيس مرسي لم يصدر أوامره إلا بعد أن منح الضوء الأخضر، وضمن عدم قيام المجلس العسكري بأي رد فعل مناسب أو معاكس لما قام به، خصوصا أنه تدخل في شأن دستوري كان يمكن أن يتخذ سببا قانونيا لرفض وإجهاض قراراته، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الضجة الإعلامية التي أثارها عضو الكونغرس فرانك وولف مؤخرا عندما اتهم الإدارة الأميركية بتقديم مساعدة بقيمة 50 مليون دولار لدعم الرئيس مرسي، وادعى أن الإدارة الأميركية تسعى إلى إيصال التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم في دول الربيع العربي، فمعنى ذلك أن الإدارة الأميركية هي التي شجعت مرسي على اتخاذ تلك الخطوة وستعمل على دفعه وحزبه للتدخل في شؤون الآخرين وضرب الأحزاب العلمانية والليبرالية بحجة أن تلك الأحزاب بدع كافرة، فتحول الديمقراطيات الوليدة إلى ديكتاتوريات دينية تؤدي إلى صراعات بينية لخلط الأوراق وخلق حالة من عدم الاستقرار، وزرع اليأس في نفوس الأجيال المقبلة لجعلها تصل إلى حالة من القناعة الراسخة بأن تلك الدول لا يمكن أن تستقر تحت أي حكم وطني، بينما جارتها إسرائيل تتمتع بحكومات ديمقراطية متحضرة تحترم حقوق الإنسان، فتكون قدوة ومثالا يحترمه ويحتذي به الجميع.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]