الشعب آخر من يعلم في مصر

TT

> تعقيبا على مقال سليمان جودة «التجربة والحصيلة بين السادات ومرسي»، المنشور بتاريخ 19 أغسطس (آب) الحالي، أقول: إن نفس ما كان يحدث في الماضي قبل الثورة هو ما يحدث الآن من حيث إقالة بعض القيادات المسؤولة وتعيين البعض الآخر، فإن هذا يتم في غيبة من الشعب، إذ يفاجأ الشعب بحدوث هذه التغييرات دون مقدمات وبعد الثورة استبشرنا خيرا، وظننا أن هذا السلوك سوف يتغير وأن القيادة العليا سوف تصارح الشعب بكل ما يحدث من تغييرات وأن تفصح عن مبررات إجراء هذه التغييرات حتى يكون الشعب على بينة من الأمر، وحتى يكون على علم بما يدور في بلده على اعتبار أنه أصبح منذ قيام الثورة هو مصدر السلطات بحق لأول مرة، ولكن للأسف الشديد خابت ظنوننا ووجدنا أن «ريما» قد عادت إلى عادتها القديمة، وأن النظام هو نفس النظام السابق دون تغيير وكأن الثورة لم تكن إلا لتغيير الأشخاص فقط مع استمرار النظام الذي كان معمولا به على ما هو عليه دون أي تغيير، وأصبح الشعب مغيبا عن كل ما يدور وما يحدث في البلاد، كنا نتمنى أن نرى بارقة أمل تبعث على التفاؤل بمستقبل أفضل إلا أن الواقع أكد لنا أن المستقبل أكثر سوءا من الحاضر، ويكفى للتدليل على ذلك أننا أصبحنا نعيش في ظلام دامس وبلا مياه بعد أن قطعت عنا الماء والكهرباء.

فؤاد محمد - فرنسا [email protected]