من يوحد العرب من جديد؟

TT

تعقيبا على مقال زين العابدين الركابي.. «وما الظروف التي سبقت الحرب العالمية الأولى؟»، المنشور بتاريخ 25 أغسطس (آب) الحالي، أقول: أعتقد أن المشكلة التي أدت بنا للوقوع كفريسة للدول الاستعمارية آنذاك، هي ذاتها اليوم قائمة فينا ومتحكمة في كل حياتنا، فليس تشاؤما بل هي الحقيقة أننا على شفا حفرة من الانهيار، فأولى تلك المشاكل هي خلو كثير من مجتمعاتنا من الزعماء الأفذاذ كغاندي أو أمثاله، بل كان من يمتلك القرار آنذاك لا يتعدى تفكيره إشباع بطنه وملذاته وكذلك اليوم، وبمعنى آخر فقد كان كثير من أصحاب القرار بعيدين كل البعد عن القيم الحضارية للأمة التي هي أساس بناء الشخصية للزعماء التاريخيين، وكذلك البعد عن الروح الإيمانية التي لا تفرق بين الناس إلا بالتقوى والتي هي أساس بناء العزة والكرامة للزعماء الذين يرون أن أمتهم إنما هي كالجسد الواحد، فما أشبه اليوم بالبارحة فأمتنا اليوم مشغولة بالتطاحن فيما بينها كدويلات تارة، وكمذاهب تارة أخرى.

علي الجابري - أستراليا [email protected]