مصر.. والخوف من الداخل

TT

> تعقيبا على خبر «أوراق الخارجية المصرية - أبو الغيط: مصر بين الحرب والسلام»، المنشور بتاريخ 26 أغسطس (آب) الحالي، أقول: رحم الله الأحياء والأموات من ذلك الجيل العظيم والرجال المخلصين من قادة الدولة المصرية الذين صنعوا المستحيلات في ظروف خطيرة وبالغة التعقيد، يلاحظ أن مصر لم تخض أي معركة ضد بلد أو قوة واحدة، نعم كانت المواجهة الواضحة مع إسرائيل التي كانت تقف معها في معاركها منظومة دول، حدث هذا في معارك استرداد السيادة على قناة السويس وحرب الأيام الستة، وحروب الاستنزاف، وحرب أكتوبر المجيدة ذلك الدرس العبقري القصير الذي حالت دون استمراره تدخلات دولية وليست أي تدخلات ولكنها تدخلات من النوع الثقيل، ولم تنكسر إرادة المصريين الذين سجلوا فصولا أخرى من الدروس في الصمود وقهر المستحيلات في معارك الثغرة والدفرسوار الشهيرة، وهكذا.. المصريون خير أجناد الأرض، وأتت اتفاقية كامب دافيد على شكل انفعال من الرئيس السادات قابلته انفعالات عربية أخرى وكانت مهزلة كبرى، ومعارك في الشتم واللعن المتبادل استمرت شعرا ونثرا وانتهى الأمر بمصرع بطل العبور المفترض في عمل إرهابي جبان وغادر وغير كريم، ومع كل ذلك لم ينجح العدو ولا الفشل والإخفاق السياسي في هزيمة المصريين، ولكن مصر الراهنة تواجه خطر انهيار الدولة والهزيمة من الداخل هذه المرة.

محمد فضل علي - كندا [email protected]