> تعقيبا على مقال خالد القشطيني «دردشات بغدادية»، المنشور بتاريخ 28 أغسطس (آب) الحالي، أقول: مهما كان أصل اسم مدينة بغداد إلا أنها عرفت بعد أن اختارها المنصور عاصمة لدولته العباسية الوليدة، ومنذ ذلك التاريخ اشتهرت، ليس لجمالها ولكثرة البساتين التي أحاطت بها أو لعذوبة ماء نهر دجلة الذي يتوسطها فقط، إذ إن في أرض الله الواسعة آلاف المناطق والمساحات التي تشبه بغداد، بل وأجمل منها، لكنها عرفت واشتهرت لأن قادة أفذاذا كبارا مثل هارون الرشيد كانوا يقودون دولة الخلافة الإسلامية منها، ومنها انطلقوا إلى العالم وجعلوها قبلة للعلماء والمثقفين، لذلك فالتركيز على أصل اسم بغداد ومن أين جاء ليس له أي أهمية، كما أن عادة الاستشهاد بأسماء وتواريخ ليس واقعيا، فالتاريخ يكتبه إنسان يكون متحمسا طبعا أو متحيزا أحيانا إلى اتجاه فكري معين يجعله متأثرا بالفكرة التي يكتبها، فيقوم بتحريف بعض الحقائق والوقائع أحيانا استنادا إلى قناعته، وعلى حساب الحقيقة، ويكفي أن نسمع اليوم ما يتحدث به طرفا الصراع الطائفي المتخلف بين متطرفي السنة والشيعة عن أحداث وقعت قبل أكثر من ألف عام لنرى مدى التناقض بين ادعاءات كل طرف منهم، مما يدل على أنه على الأقل هناك طرف كاذب منهم، وأنا أقول إن الكل يكذب ويدعي أن الحقيقة لا يعلمها إلا الله، لذلك يجب علينا جميعا ترك الماضي والاهتمام بالمستقبل.
مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]