ذاكرة العراق القديمة

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «من طرائف الحاخامات»، المنشور بتاريخ 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: لقد قام اليهود ببناء بغداد الحديثة التي كانت تمتد من الباب الشرقي إلى المنطقة العلوية، وعندما هاجروا إلى إسرائيل سيطرت الحكومة على تلك البيوت ووضعتها في دائرة «الأموال المجمدة» وقامت بتأجيرها إلى الأهالي بأسعار رخيصة جدا، فمثلا كنا نسكن في الباب الشرقي في بيت فيه تسع غرف ومطبخان وحمامان وشرفتان على الشارع بقيمة 220 دينارا عراقيا سنويا سنة 1952، أما من بقوا منهم ولم يهاجروا فكانوا يعيشون معنا بسلام وأمان، ففي الشارع نفسه كان هناك معبد لليهود وكنيسة للمسيحيين وجامع للمسلمين (جامع الأورفلي)، وكنا نتعايش كعائلة واحدة، نتبادل التهاني في أعيادنا، اليهودي يهنئ المسلم والمسيحي في أعيادهما، وبالعكس. كان اليهود مسالمين جدا، وكانوا ماهرين في التجارة وبكل نزاهة.. هذه هي الحقيقة ويجب أن نذكرها. أول وزير مالية في أول حكومة عراقية كان يهوديا، وقد اتصف بحرصه الشديد على أموال البلد، ورويت عنه قصص أغرب من الخيال عن أمانته على أموال الشعب.. وفي الغناء والموسيقى البغدادية كانت لهم الصدارة، وكذلك أعضاء الفرق الموسيقية المشهورة في بغداد كانوا كلهم من اليهود.

سامي البغدادي - إيطاليا [email protected]