هل ينقذ أوباما العالم؟

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «أوباما المحظوظ!»، المنشور بتاريخ 26 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إن كان أوباما محظوظا من فوزه بولاية ثانية ستكون من سوء الطالع للعالم كله، وخصوصا منطقتنا المنكوبة بالتطرف، فقد أخرج «القاعدة» من أفغانستان لتستقر في كل مكان في العالم وغير من استراتيجيتها بالمواجهة العسكرية هناك لتخرج لأوباما من كل جحر في الشرق الأوسط. لقد أخطأ أوباما في تخطيطه ودعمه لما يسمى بالربيع العربي، فحول دول المنطقة من دول تعاني من تركة اقتصادية ثقيلة إلى دول فاشلة معرضة للضياع ولثورات الجياع، وأعطى فرصة نادرة بقيام دول دينية ستنقلب عليه بطبيعة الحال، تماما كما انقلب بن لادن على أميركا ليتحول إلى أزمة مزمنة وصداع ليس له مثيل. لقد تم اختيار أوباما كنوع من التغيير النمطي، ورأينا فشله في تحقيق أي من وعوده، وترك لنا العالم أشد خطرا وأكثر هشاشة من الوضع السابق، وسيعطي وجود أوباما دفعة أكبر للمتطرفين ليخرجوا بنفوذهم خارج منطقة الشرق الأوسط، ولو فاز فسنرى كوارث تفوق كارثة سبتمبر (أيلول) وما تلاها من تبعات، ولا أعلم هل قصد الحزب الجمهوري أن يفوز أوباما ويخسر مرشحهم لكي يضعوا العالم على حافة الهاوية ثم يأتون بعد خراب العالم ويظهرون بثوب المنقذ على الطريقة الهوليوودية.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]