الخروج من المفاهيم القديمة

TT

* تعقيبا على مقال مأمون فندي «نصر أكتوبر بين الثورة وسجن اللغة»، المنشور بتاريخ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: رغم أن جماعات الإسلام السياسي أسيرة لأفكار عالم قديم، فإننا لا يمكن أن نغفل حجم التطور الذي لحق بأفكارهم، فمرسي يلجأ لصندوق النقد الدولي ويتعامل مع النظم والمؤسسات الحديثة ويؤمن بتداول السلطة ويريد إنشاء دولة مدنية حديثة، وحتى حزب النور السلفي اشترك في اللعبة الديمقراطية التي ستكشف الكل على حقيقته، من سيتمكن من حل مشكلات المجتمع ومن سيظل أسيرا للماضي وللشعارات الدينية وللغة القديمة وهو ما يكشف أن الديمقراطية أفضل علاج، فقد استطاعت أن تغير ولو ببطء من أفكار أكثر الجماعات التقليدية ويتطلب ذلك مجهودات جبارة من المفكرين والكتاب لبيان أنه ليس من التدين أن نعيش في الماضي، فقد خلقنا الله في هذا العصر فيجب أن نتمثل علومه وفنونه وفلسفاته وأنه من التدين أن نعيش عصرنا، وأن نقدم للعالم المعاصر شيئا ذا بال، لا أن نهرب منه، فهل نستطيع أن نتحرر من سجن اللغة القديمة ومن سطوة الأسطورة؟

د. فرج والي - فرنسا [email protected]