ضحايا حركة التغيير

TT

> تعقيبا على مقال سليمان جودة «(ليس بيننا طنطاوي أو عنان)»، المنشور بتاريخ 21 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: ما زالت السلطة القضائية هي المؤسسة الوحيدة التي لم يتم احتواؤها أو تحييدها في أحسن الأحوال، فما نراه الآن من سيطرة كاملة ومنفردة من جهة «الإخوان» تؤكد تلك النظرية، ولذلك نجدهم (أي الإخوان) يحاولون بكل الطرق الالتفاف على السلطة القضائية لكي يتسنى لهم السيطرة الكاملة على كل مفاصل الدولة، فتنعدم مقاومة إزاحتهم من على الحكم، التي تحولت لهدف في حد ذاته بغض النظر عن مقدرتهم على حكم البلاد بطريقة إيجابية من عدمه، لقد خرج طنطاوي وعنان في ظل حماية من الجيش، الذي فضل الانسحاب من الحياة السياسية بشرط عدم تقديم مزيد من التنازلات، وهو ما رأيناه من ردة فعل الجيش الغاضبة عندما تم التلويح بمحاكمة المشير وعنان وإقالة رئيس تحرير الجريدة التي نشرت ذلك لنتبين أن مبارك هو آخر وأول العسكريين الذين يطالهم السجن في مقابل أن يظل الجيش بعيدا عن السياسة وليترك الساحة منفردة لـ«الإخوان» ليحكموا مصر عقودا مقبلة أسوة بحكم الجيش لمصر على مدى 60 عاما مضت، فقد جاءت ثورة يوليو بالجيش وأتت حركة يناير (كانون الثاني) بـ«الإخوان»، ولا عزاء للشباب الذي كان الوقود في حركة التغيير.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]