ضحايا النوايا الحسنة

TT

تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «الاتحاد الأوروبي وجائزة نوبل»، المنشور بتاريخ 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: غريب أمر جائزة نوبل للسلام، فمرة تمنح للرئيس الأميركي أوباما، رغم أنه حتى وقت منحه للجائزة لم يكن قد فعل شيئا، ولو كانوا منصفين لسحبوا منه تلك الجائزة لجهوده الفائقة في تدمير الشرق الأوسط، وتحويل دوله إلى مراكز للصراعات الداخلية والحروب الأهلية، وتسليم تلك الدول لحكومات دينية وأحزاب غير مؤهلة لقيادة دول بحجم مصر على سبيل المثال، ولا أن يشجع على حرب أهلية في سوريا بين أطراف سيخرج الفائز منها مدمرا وغير قادر على بناء البلد من جديد، وسيتم التنكيل بالخاسر تحت مزاعم إقامة دول ديمقراطية ثبت بالدليل العملي أنها تمارس أشنع أنواع الديكتاتورية تحت مسمى الديمقراطية، أما بالنسبة لمنحها للاتحاد الأوروبي، فحتى لو تفكك ذلك الاتحاد فلن يؤثر على السلام العالمي، ولن تقوم حروب أو قلاقل بسبب ذلك التفكك، فدول هذا الاتحاد قادرة على البقاء، سواء عملت بمفردها أو متحدة، فقد خسرت كثير من تلك الدول قيمة عملتها وعانت بسبب دول يرتع فيها الفساد، فعم الغلاء في دول الاتحاد وصارت دولا على وشك الإفلاس، فأحيانا تكون النوايا الحسنة الطريق المضمون إلى جهنم، مثل ما نراه في ربيعنا العربي.

د. ماهر حبيب - أميركا [email protected]