الاستثمار في عمل الخير

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «نقمة القناة»، المنشور بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: كثير من أبناء هذا العالم ينفقون ببذخ على ملذاتهم، ولكنهم يترددون أمام فعل الخير، وكثير من أثرياء المسلمين يقضون إجازاتهم في سويسرا ويمتّعون أنفسهم بما هو مباح وغير مباح، ويقطنون القصور ويشترون أفخم أنواع السيارات، ومع ذلك فهم يقصرون في الذهاب لأداء فريضة الحج، ويدفعون مبالغ طائلة لتيسير حجهم إن ذهبوا، ولكنهم في الوقت نفسه لا يؤدون زكاتهم، وإن أدّوها انتقصوا منها لأنهم يستكثرونها، وإني هنا لا أتكلم عن ذوي سلطة أو مناصب في دولة أو تلك، بل عن أشخاص قد بسط الله لهم الرزق ليبلوهم أيهم أحسن عملا، ومن مشاهداتنا أننا نرى فردا يساعد مسكينا فإذا ما رآه صديقا له فإنه يجزل العطاء أمامه للتباهي ليس إلا. إن نكران الجميل لا يقابل بالتوقف عن أدائه، فمن يعطي من أجل الله لا يبحث عن شكر العباد، فمن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله «رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»، وكما هو معلوم لدى رجال الأعمال فإن إيتاء الخير ينمي الأموال، وما «بيل غيتس» الذي تبرع بنصف أمواله، وعاد ثانية إلى صدارة أثرياء العالم، إلا دليل ماثل أمامنا على نماء الأموال بالعطاء.

حسان التميمي - السعودية [email protected]