درس في نزاهة الانتخابات

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «التعايش مع أوباما 4 سنوات أخرى؟»، المنشور بتاريخ 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: لقد انتهى إعصار ساندي الذي حشد كل ما فيه من قوة لضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة وتبدد عبر سهولها وتاه بين جبالها وأصبح من الماضي، ثم جاء السادس من نوفمبر ليمتص آثار الحملات الشرسة التي شنها الفرقاء من الحزبين المتصارعين على الرئاسة وكأن شيئا لم يكن لترى الملايين تصطف بهدوء أمام مراكز الانتخاب سكوتا لا يتكلمون إلا همسا فلا ترى حولهم حرسا ولا لجانا للمراقبة لأنهم بلغوا ساعة الجد ولم يعد هنالك ما يقال، الكل يدلي بصوته وينسحب مسرعا لا يلوي على شيء عائدا إلى عمله، إنها حقا ماكينة انتخابية تدور ولا تتوقف، فالانتخاب وفرز الأصوات وعدها ونشرها أمام الإعلام يجري بشكل تتابعي يستمر حتى آخر صوت، والأغرب من كل هذا وأنت تشاهد الخاسر لا يقل واقعية بقبول النتيجة عن الفائز الذي لا يرى في فوزه إلا عبئا يضاف إلى أعبائه وفرصة جديدة ليثبت صدقه وجدارته في قيادة الأمة التي لن تغمض عينها ولن تغفل عن إخفاقات الرجل الذي جعلته رئيسا لها، العبرة وراء كل هذا ليست التباهي ولا الرغبة في التقليد الأعمى، ولكن في الكف عن البحث عن ظل نخفي وراءه عيوبنا ونداري خيبتنا ولكي نفتح عيوننا لنبصر حقيقة أمرنا.

عبد الله محمد - أميركا ami - [email protected]