أميركا.. بلد العجائب

TT

* تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «هل الولايات المتحدة.. متحدة؟»، المنشور بتاريخ 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: أميركا لا تزال تعاني من آثار لعنة العراق التي دمرت موارد الدولة العظمى وتسببت في اختلالات استراتيجية خطيرة ترتب عليها أن أصبح العراق امتدادا لطهران، نفس إيران التي يشتكون منها للجميع أهدوها العراق مجانا وبدماء وأموال الأميركيين، على صعيد أوباما وبغض النظر عن لون بشرته فهو أميركي حتى النخاع وتربى في أسرة أميركية بيضاء وعائلة من المبشرين البيض بينما والده من خلفية أفريقية وهذا أمر لا علاقة له البتة بالسياسة الأميركية، غير أنه يمثل نوعا من التعزية النفسية لأصحاب البشرة السمراء الأميركيين الذين عانوا من ذكريات الرقيق التي تجاوزها الزمن وفي نفس الوقت يمثل انتخابه نوعا من الاستفزاز لبعض المرضى من بقايا العنصريين الذين تجاوزهم الزمن عمليا والأغلبية الساحقة من البيض في أميركا دعموا أوباما، عودة لأميركا بلد العجائب لقد أقاموا لجان محاسبة رسمية استمرت شهورا طويلة للرئيس السابق كلينتون المتهم بمداعبة سكرتيرة متدربة في البيت الأبيض وبالأمس استقال كبير الجاسوسية الأميركية بسبب فضيحة شخصية ولكنهم لم يقولوا للناس لماذا قاموا بغزو العراق تلك الكارثة الكونية التي وصلت آثارها المدمرة إلى كل ركن في المعمورة؟

محمد فضل علي - كندا [email protected]