اندماج الأقليات والحفاظ على حقوقهم

TT

* تعقيبا على مقال عبد الغني علي يحيى «العالم الخامس!»، المنشور بتاريخ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إن عالم اليوم يختلف تماما في قيمه ومفاهيمه عما كان في الأمس، فالعولمة حولته كله إلى قرية، وشيئا فشيء أصبحت الحدود تذوب وتتلاشى، ولم تعد للقومية والانتماء العرقي تلك الأهمية التي ميزتها في الأزمنة السابقة، بل إنني أجد أن التعصب القومي لا يدل إلا على التخلف، فالإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان، والأفضل للأقليات القومية والدينية التي تعيش في بلدان متخلفة أن تناضل من أجل سيادة نظام ديمقراطي حقيقي يكفل لها حقوقها القومية والدينية ضمن تآخي وتعاون كل أفراد الشعب مع دستور يكفل حق التفكير والانتماء والعمل السياسي البناء، وتحريم التحزب القومي والديني، ولا بد من الإقرار بأن الأكراد وقادتهم ارتكبوا أخطاء كبيرة أضرت بالكرد قبل غيرهم، كل ذلك من أجل الاستقلال في وطن كردي، مع العلم أن جميع دول الجوار الحاضنة للأكراد تبدو غير مستعدة لتفهم حقوقهم بالاستقلال في الوقت الحاضر، لذلك فإن تحدي الأنظمة عن طريق رفع السلاح لن يجدي نفعا، بل إنه يعطي مبررا لقادة تلك الدول لإلقاء أسباب فشلها الإداري على عاتق الأكراد، واتهامهم بأنهم أدوات هدم وتخريب كما أن استقلال أكراد العراق اليوم لا بد أن يعرضهم إلى أخطار جدية.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]