دعوة لمحاسبة النفس

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «الذهاب إلى المصيدة»، المنشور بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: أتعجب من كم الأخطاء الهائلة والمتواصلة والمتشنجة من قادة المنطقة لعقود من الزمان وتشترك معهم شعوبهم بل تدفعهم دفعا لاستمرار نفس الأخطاء والتي تعود على الجميع بالمصائب، والمشكلة أننا لا نتعلم ولا نملك الشجاعة لنقول لأنفسنا كفى عبثا ولنعش الواقع ولننظر إلى الأمام فلدينا شعوب تئن بالفقر والجهل والمرض وتحتاج إلى معجزات لكي تحيا مثل باقي شعوب الدنيا، أخطأنا التقدير بعد الحرب العالمية الثانية وبدلا من قبول دولتين تعيشان في سلام وجوار رفضنا الواقع بل زدنا عليه أن حولنا الصراع على الأرض إلى صراع أديان عجز الزمان عن حله على مدى قرون فأصبحنا في مواجهة معضلة أوجدناها وعجزنا عن حلها ولم نستطع إلا توارثها عبر الأجيال مولدة كما من الأحقاد والكراهية وسوء الإدارة، سنعاني منها نحن والأجيال التي تلينا، لا بد من وقفة مع النفس فليس من العيب أن نكون أخطأنا ولكن الكارثة أن نظل نعاند أنفسنا والزمان ونظل نرتكب نفس الحماقات ونبيت مرتاحي الضمير بأننا على صواب وأن العالم كله يقف ضدنا خوفا منا مع أننا لو نظرنا في المرآة لرأينا شحوبا وذبولا بل نحتاج لعطف العالم لنعالج ما نحن فيه.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]