أساليب الاغتيال المعنوي

TT

* تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «الإخوان والدستور والطغيان»، المنشور بتاريخ 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: أساليب الاغتيال المعنوي كانت وعبر تاريخ العالم المعاصر تنتجها الثيوقراطيات العقائدية ويطلقون عليها مجازا الحرب النفسية التي مثلت النازية الأب الشرعي لهذا النوع من الجرائم الأخلاقية وطورت أساليبها ومارستها بعض الديكتاتوريات التقليدية المعاصرة في قارات العالم الخمس، وليس بصورة منهجية كما كان أيام النازية، ومع ذلك سيكون تورط جماعات ترفع الدين والإسلام شعارا بمثابة خروج صريح وخطير على جوهر الدين وشريعته وهدم لها يعود بنا إلى زمن الحشاشين الذين كانوا يجوزون هذا النوع من الانتهاكات بمجموعة فتاوى ينسبونها إلى الدين، ولكن الله الذي أوجد الدين وخلق العالمين لم يقُل إن الغاية تبرر الوسيلة أو يجوز سلوك الطرق القصيرة والتصادم مع مقاصد الدين من أجل التمكين، وهذا فساد عظيم ومدخل لجلب الغضب وتسليط الظالمين، إلى جانب كونه نوعا من عمى البصيرة. ولنا قدوة في من قدموا للدين بمنتهى التجرد والعفوية ما لم تقدمه التنظيمات الإسلامية، وأجرى الله على لسانهم العلم والحكمة ولم يطلبوا مقابلاً.

محمد فضل علي - كندا [email protected]