مخاطر عدم الاعتراف بالمعارضة

TT

> تعقيبا على مقال أمير طاهري «مصر: مخاطر استراتيجية العبوس والانسحاب»، المنشور بتاريخ 7 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: المشكلة أكبر من أن توضع في إطار الموضوعية والمنطق، فالتركيبة النفسية والخلفية الثقافية للشخصية العربية عامة لا تعترف بالمعارضة ولا تقبل بالرأي الآخر، بل هناك تحجر في الرؤى ونرجسية متفوقة على أي صفات أخرى، كما أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب هم أبعد ما يكون عن النضج السياسي وفهم واستيعاب اللعبة الديمقراطية، لذلك فإن إعطاءهم الفرصة لاختيار القيادات السياسية عن طريق الانتخابات المباشرة وفي دول خارجة للتو من نظم حكم شمولية منعت لعقود من الزمن أي نشاطات سياسية وحرمت العمل الحزبي المعارض يعتبر خطئا كبيرا، بل خطيئة عظمى، إذ إنه سيفضي كما هو الحال في معظم دول الربيع العربي وقبلها في إيران إلى وصول رجل الدين أو شيخ العشيرة إلى سدة الحكم، وما حدث في مصر أن الفراغ السياسي والأمية المتفشية بين بسطاء الناس والأغلبية العظمى من الذين يعيشون تحت خط الفقر منحوا «الإخوان» الأكثر تنظيما وانتشارا بين تلك الطبقات فرصة للوصول إلى قمة السلطة لذلك فإن اعتماد الأساليب الديمقراطية العالمية في منطقتنا غير مجدٍ، ولا بد من بحث هذه المشكلة وتقييم تلك التجارب والعمل على إيجاد وسيلة خاصة تضمن وصول الشخص المناسب إلى منصبه المناسب.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]