الخوف على مستقبل سوريا

TT

> تعقيبا على مقال عماد الدين أديب «مخاوف أميركية مما بعد الأسد»، المنشور بتاريخ 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: مرحلة ما بعد الأسد تبدو واضحة للعيان، كثيرة التعقيد من واقع الخارطة السياسية للمعارضة الشديدة التباين في المواقف والمعتقدات وحتى الآيديولوجيات، ويمثل وجود الجماعات المتطرفة المسلحة على الأرض، أهم ما يمكن وصفه بتعقيدات ما بعد سقوط نظام الأسد، فسوريا ما بعد الأسد يمكن أن تكون على الصعيد السياسي أسوأ من ليبيا ما بعد القذافي، ومن الأهمية بمكان القول إن التخلص من الجماعات الجهادية المتطرفة سيمهد الطريق لوحدة بقية كيانات المعارضة على أرضية التوافق على القواسم المشتركة التي تتمثل في إقامة نظام يمثل جميع مكونات الشعب السوري بافتراض توفر الأهلية لدى المعارضة غير الإسلامية لإدراك أهمية الشراكة التي تراعي طبيعة المجتمع السوري المتعددة الأديان والأطياف الأكثر تعقيدا من لبنان التي يمكن الاستفادة من تجربتها على نحو إيجابي، المرحلة شديدة التعقيد والحد من التعارض فيها يتوقف على مدى توفر الروح المسؤولة للمعارضة تجاه حياة الشعب السوري الذي عانى من إجرام الأسد وعصابته بحقه أكثر مما عانت المعارضة، إدراك المعارضة لمسؤولياتها قد يساعد على خلق مناخ للتوافق على قاعدة التنوع الذي تطبع مع مكونات الشعب السوري.

د. عبد القوي الصلح - اليمن alkawis - [email protected]