حماة الدين في مصر

TT

* تعقيبا على مقال علي إبراهيم «ماذا بعد الدستور؟»، المنشور بتاريخ 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: كتابة الدستور بهذا الخداع والاستفراد، عملية غريبة ومريبة تمت تحت سمع وبصر العالم دون ممانعة، وكأن هناك مؤامرة على مصر لتنغمس في انقساماتها وبتطاحن شعبها وتتغير البنية الأساسية للدولة، وتشغلها عن أن تلتفت لذاتها فتصلح من أخطاء الماضي وتحاول اللحاق بقطار المدنية والحضارة. لقد تحولنا لدولة تبحث عن الحلال والحرام وسط بلطجة من فصيل سياسي يدعي أنه يمتلك مفاتيح الجنة ويرفض حتى فكرة وجود الآخر تحت رعاية رئاسية تنتمي لنفس هذا الفصيل ولا تجد غضاضة في التعامي عن خطايا ذلك التيار، ويساعد على ذلك معارضة غير موحدة، أضاعت من الوقت الكثير حتى ضاعت فرصتها في الوجود بقوة على الساحة السياسية، وحتى بعد أن حاولت التوحد في الفترة الأخيرة لمواجهة كارثة الدستور وديكتاتورية الحاكم الجديد إلا أنها تفتقد المساندة من الداخل والخارج، فالخارج يهمه أن يظل الفصيل الحاكم حاكما والداخل يعتقد أنهم يحاربون الدين، وكأننا على أبواب فتح عربي جديد لمصر، فيساعد هذا في انصراف الكثير من المغيبين سياسيا ولكنهم حاضرون بقوة في الاستفتاءات تحت دعوى الحفاظ على الدين كذبا وتضليلا من الفصيل الحاكم.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]