الإخوان وتفكيك الدولة

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «مصر.. المرشد والعسكر»، المنشور بتاريخ 23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: ما قاله السيد مرشد جماعة الإخوان المسلمين في هذا الصدد يعتبر كلمة السر التي عادة تستبق عملية تفكيك الدولة القومية ومؤسساتها وإعادة صياغتها وفق أجندة التنظيم، لقد سبقهم على هذا الدرب الدكتور الترابي مطلع التسعينات وكانت النتائج الكارثية التي أدخلت السودان وأهله في حالة من التيه، على الرغم من أن الترابي استدرك الأمر ولكن بعد فوات الأوان، وبعد تمكن الآيديولوجيا من جسد الأمة السودانية التي تمزقت وتشتت شعبها في كل بقاع المعمورة، ومصر لا تشبه السودان وستكون محاولات أخونة الدولة القومية المصرية كارثة ليس بعدها كارثة، وستحقق عمليا الحلم التاريخي الذي عجز عن تحقيقه الغزاة والمستعمرون خلال تاريخ طويل في مصر الكنانة، وحتى الأزهر الشريف لم يسلم من هذه المحاولات حيث يقولون إن محاولات بسط الهيمنة الإخوانية عليه تجري على قدم وساق، الأزهر تتجاوز قيمته الحضارية والمعنوية الحدود المصرية وهو من المعالم التي لها مكانة خاصة في وجدان وضمير المسلمين، ولكنهم يريدون اختزال تلك المنارة وإنزالها من تلك المكانة العالية إلى مجرد شعبة في تنظيم.

محمد فضل علي - كندا [email protected]