قصور الوعي السياسي العربي

TT

* تعقيبا على مقال سعيد بنسعيد العلوي «حكومة الإسلام السياسي»، المنشور بتاريخ 27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: بما أن هدف إسقاط الديكتاتورية كان إبدالها بديمقراطيات، مما يعني انتخابات حرة، فقد برزت المشكلة التي لم يحسب حسابها بشكل كاف، وهي البديل السياسي لتلك الأنظمة الساقطة، ولأنها كانت قد حرمت العمل السياسي ومنعت نشاطات الأحزاب أو منظمات المجتمع المدني، وخصوصا الليبرالية منها فلم يجد الناخبون الذين هم في أغلبيتهم الساحقة بسيطو المعرفة بأمور السياسة وأصول الحكم أمامهم إلا الأحزاب الدينية حيث الدين هو الهوية الوحيدة المشتركة بين كافة قطاعات الشعب، خصوصا أن الانتخابات أجريت بسرعة ودون إعطاء المجال لباقي الأحزاب لإعادة تنظيم صفوفها وكسب الجماهير، لذلك فمن المبكر الحكم على مستقبل دول الربيع العربي، إذ أن ما حصل كان تحصيل حاصل، واليوم أصبحت الأحزاب الدينية على المحك، وعليها أن تبين مقدرتها الحقيقية، فإن نجحت فخير على خير، وإن فشلت فعليها آنذاك أن ترحل، وتترك الأمر للأصلح، فالشعب الذي أسقط الديكتاتوريات لن يقبل بعد الآن إلا بالأفضل.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]