الربيع العربي والعودة للوراء

TT

* تعقيبا على مقال أمير طاهري «الربيع العربي: الاتجاه نحو ردة فعل رجعية»، المنشور بتاريخ 28 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: ذاقت المؤسسات العسكرية في دول الربيع العربي طعم السلطة، وقد كانت أول عائق في وجه الحداثة وهي في العالم العربي مجرد طفل وليد، فقد تدخلت بدعوى الفساد والرجعية وهي مبررات أوهن كثيرا من حال اليوم حين تصبح هذه البلدان على حافة الحروب الأهلية، وقد يحدث هذا على الرغم من توجه العالم كله ضد سياسات التغيير بالقوة العسكرية والانقلابات، يجب على كل القوى السياسية بمختلف توجهاتها أن تفهم قبل فوات الأوان أن الربيع العربي ليس ملكا لجهة سياسية بعينها، وأنه قد جاء ليجسد أماني وتطلعات المواطن العربي في نظام سياسي يوفر له الأمن والأمان والازدهار ليتم تداول السلطة فيه سلميا بقدر العطاء، إذ إنه من الصعب بعد هذه الخطوة الهائلة في زحزحة تلك الأنظمة البائدة، أن نفكر في جدوى النظام الديمقراطي بكل عيوبه أو نفكر في الانقلاب عليه مدنيا أو عسكريا، إذ إن هذا يعيدنا إلى ما دون نقطة الصفر التي انطلقنا منها.

عوض النقر بابكر محمد - فرنسا [email protected]