الثورات.. والتغيير للأسوأ

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «في انتظار المجهول في المشرق!»، المنشور بتاريخ 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: لقد استسلمت الشعوب لوهم التغيير الذي كان من المفترض أن يكون للأحسن، لكن الواقع يقود للأسوأ، فلم يكن في حسبان من نزلوا من شباب التحرير أنهم مجرد حطب لوقود سطو «الإخوان» على السلطة، وأن يكون خروجهم للميدان هو الخروج الأخير للتعبير عن الحرية التي خطفها الحاكم الجديد وتحولت إلى أضغاث أحلام. لا بد أن نعترف بأن طبيعة المنطقة العربية تختلف في ظروفها عن باقي مناطق العالم، ونحن نعلم أن ما يصلح لمناخ لا يمكن استخدامه في منطقة أخرى، فلا يمكن أن تلبس في الإسكيمو ما يرتديه المصطاف على شواطئ البلاد الحارة، فتلك الملابس تقود للموت في الإسكيمو وللاستمتاع بحرارة الشمس على شواطئ الريفييرا، فمنطقتنا العربية لا تصلح فيها إلا القبضة الحديدية، بينما الغرب يحتاج للحزم لكن بالقبضة الحريرية، لأن هناك قانونا وليس فوضى سواء في الشرق أو الغرب. عندما حكمنا مبارك كانت هناك دولة، وعندما حكمنا الإخوان صارت الدولة على المحك، وصار الفشل هو أعلى الاحتمالات، وعندما تمنح من يمارس الحرية قيود الحرية المنفلتة غير المضبوطة نتحول إلى الفوضى التي لا ترحم، ويصير الترحم على أيام القيود هو الواقع المعيش يوميا.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]