مرسي.. يفقد بوصلته

TT

* تعقيبا على مقال سليمان جودة «مرسي يخاصم الأقباط في ميدان.. ويصالحهم في حارة!»، المنشور بتاريخ 6 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: لقد كان الكثيرون، وأنا منهم، في حالة مخاصمة مع النظام السابق لعدم إنصافه للأقباط؛ وقد كان معظم ما أكتبه يعالج هذه النقطة، أما بعد انقلاب يناير فقد انتقلت المخاصمة للنظام الذي لا يعادي الأقباط فقط، بل كل المصريين ما عدا أهله وعشيرته. فنحن الآن في حالة انفصال تام بين الحاكم والمحكوم الذي لا يضع في اعتباره أي فصيل معارض، سواء كان قبطيا أو مدنيا، لقد كان مبارك رجل دولة، ورغم عتبنا عليه في إهمال القضية القبطية فإن ما نراه الآن يجعلنا نقف له احتراما؛ فقد اشتعلت النيران في كل الساحة السياسية ويتحقق الآن العكس تماما لأحلام المصريين؛ ففي خلال ستة أشهر سقطت الدولة المدنية وقامت دولة تقوم على إرهاب المواطنين باسم الدين وسط حصانة لمن يدعون أنهم شيوخ يطلقون سبابهم وتوعدهم لكل من يخالفهم، وأصبح من كانوا خلف القضبان القادة الحقيقيين للمجتمع، وصار الانتماء للمدنية والعلمانية والمعارضة جريمة مخلة بالشرف والإيمان، وتحولت النخبة المدنية لظاهرة صوتية غير قادرة على إيقاظ الوعي الوطني ليقولوا للحاكم الجديد لقد أخطأت الطريق وضاعت البوصلة منك فارجع قبطانا للسفينة كي ترسو على بر الأمان.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]