خلق الإنسان هلوعا

TT

تعقيبا على مقال زين العابدين الركابي «من ضيق التصنيفات الصغيرة.. إلى سعة الاسم الجامع (المسلمين)»، المنشور بتاريخ 12 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: عجيب ذلك الإنسان أن يختار الله له صفة شاملة جامعة تعصمه في الدنيا من الذل والسقوط ثم ينصرف ويروغ منها إلى صفة قاصرة ضيقة تسبب له خسرانا في الدنيا والآخرة؛ لكنها طبيعة الإنسان حيث إنه خُلق هلوعا وجزوعا وضعيفا.. وأيضا كان الإنسان أكثر جدلا. وعندما ندقق البحث عن تلك الفئة التي تركن إلى الضيق نجد أن هناك عوامل مؤثرة على اختيار هذا الضيق، فمنها مثلا التربية أو النشأة التي نشأ فيها منذ صغره، فالأسرة هي اللبنة الأولى في تشكيل صفة الشخص منذ نعومة أظافره، والتعليم الذي أهمل الدين كقيمة يجب أن يتحلى بها الإنسان، وتحول الدين إلى مادة ليس لها وزن أو حتى قيمة في درجات نجاحه، وهذه مسؤولية ساسة كثير من الدول العربية الذين ساعدوا على ذلك بمناهج سيئة للغاية، ثم سعي الصهيونية والغرب منذ زمن بعيد بشتى الوسائل إلى استقطاب بعض من هذه الفئات وتدعيمها ماليا ومعنويا لكي تكون نواة لتخريب عقول شباب فارغ كل همه الحصول على أقصى متعة في مجالات الغريزة كما هو حادث في السيل المنهمر من الفضائيات، أيضا وجود عينات سيئة من بعض التيارات الإسلامية تنفر الكثيرين بسبب تشددهم المخالف لسماحة الدين الإسلامي الحنيف.

محمد شاكر محمد صالح - السعودية [email protected]