تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «من بيع (اللوازم النسائية) إلى (الشورى)»، المنشور بتاريخ 12 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: بينما نقول للمرأة السعودية «مبروك» على دخولها لمعترك الحياة السياسية بكل قوة وبنسبة 20 في المائة كأول تمثيل نيابي لها في وسط مجتمع متحفظ، نرى أن المرأة المصرية خارجة عن حسابات الحكام الجدد لمصر.. وبينما تتجه السعودية لمزيد من الحرية والانفتاح على العالم نرى مصر وهي تتجه بكل قوتها للانغلاق والعودة للوراء. لقد استطاع الملك عبد الله أن يدفع المجتمع المدني للأمام بخطوات هادئة ولكن مؤثرة، وستتوالى خطوات الانفتاح بشكل يعود بالفائدة على كل المجتمع، وسوف يرى المتحفظون على القرارات مدى النفع الذي يعود على المجتمع ككل بعيدا عن التخويف من أن تلك الخطوات ستؤدي إلى سلبيات في السلوك المجتمعي. وها هي انتخابات البرلمان المصري على الأبواب، وسنرى كم التهميش الذي سيصيب المرأة التي هي نصف المجتمع، كذلك الأقباط الذين سيفشلون في الحصول على حقوقهم كأقليات يفترض أن يتمتع أفرادها بالحقوق والواجبات نفسها، وسوف نرى كيف تندفع مصر بكل قوتها ناحية الانغلاق لتخسر كل ما اكتسبته كدولة مدنية متحضرة.
د.ماهر حبيب - كندا [email protected]