انطفأ النور في مصر

TT

* تعقيبا على مقال هاشم صالح «إشكالية الدولة المدنية»، المنشور بتاريخ 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: في مصر لم تنطفئ الأنوار نورا بعد الآخر فقط بل نحن نجري ونلهث للوصول إلى الظلام الحالك ونسعد أن نعيش في الظلمة وننتشي بأن الظلام يحطم كل مكتسبات الأمة في قرنين من الزمان، بعد أن أنشأ محمد علي الدولة الحديثة وانفتح هو ومن تبعه على العالم الحديث وتحولت مصر لدولة قوية متطورة ورويدا رويدا بدأت مصر تعيش عصر الحريات والمساواة فشقت قناة السويس وجرت السكك الحديدية لتفتح شرايين جديدة للبلاد وبنيت المباني الحديثة لكن الأهم هو بناء العقول فخرجت العقول المصرية للبحث عن العلم في أوروبا ونهلوا أحدث العلوم ورجعوا لينشروا نور العلم ونهضت مصر كدولة مدنية حديثة، أما الآن وقد سيطر الإخوان على الحكم فانشغل الحاكم في تثبيت جماعته في الحكم وأصبحت المطالبة بمدنية الدولة جريمة وفضيحة أخلاقية وانقسم المصريون على أنفسهم بين مناصري الدولة الدينية والمدنية وسط كم من السلبية لغالبية صامتة تقف موقف المتفرج وكأن ما يحدث لا يخصهم بشيء، وأصبح منتهى أمل الساعين للعلم والحضارة تذكرة سفر من دون عودة لمنارات العلم والحضارة في العالم وانطفأ نور الحداثة في مصر لنعود لما قبل عصر المطبعة ونور العلم.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]