فرنسا والثورة السورية

TT

* اسمحوا لي أن أبدي رد فعلي على مقال طارق الحميد بعنوان «..وإيران تلبي نداء الأسد!»، المنشور في صحيفتكم بتاريخ 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، والذي يجري فيه مقارنة بين الوضعين السوري والمالي.

فإنني مستغرب وحزين أن يعتبر الكاتب أن «المبررات التي قدمها الفرنسيون للتدخل العسكري في مالي ما هي إلا إدانة لفرنسا نفسها والمجتمع الدولي على تقاعسهم عن التدخل ودعم الثوار في سوريا».

هل هناك بلد قاد إدانة نظام الأسد بقدر ما أدانته فرنسا التي اتخذت مبادرة إنشاء «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» وكانت أول دولة ترسل مساعدات وإغاثات إلى المناطق السورية المحررة؟ لذا، فإن اتهام الكاتب غير ملائم بل أيضا ظالم أشد الظلم.

أما فيما يتعلق بالتدخل الفرنسي في مالي فكان بناء على طلب تقدم به الرئيس الشرعي لهذا البلد وفق القانون الدولي. ليس هذا وضع الرئيس بشار الأسد الذي لم تعد تعتبره دول كثيرة، ومنها فرنسا، رئيسا للدولة السورية. إنه أمر مهين أن يحظى بنفس تصنيف الرئيس المالي. هل قتل هذا الأخير 60 ألف مواطن؟ ومن هدّم روائع الفن الإسلامي في شمال مالي سوى الإسلاميين المتطرفين وليس سلطات باماكو؟

إنني أتفهم فراغ صبر الكاتب أمام آلام الشعب السوري وأتفهمه تماما. فإن فرنسا نفسها تقود مع دول أخرى المعركة ضد نظام بشار الأسد المجرم. ولكن، أرجو من الكاتب تفادي المقارنات الخاطئة والاتهامات الظالمة بينما يوجد بلدانا في المعسكر نفسه الذي يبذل قصارى جهده من أجل تراجع الهمجية والعنف.

برتران بزانسنو - سفير فرنسا لدى المملكة العربية السعودية