البحث عن ديكتاتور عادل

TT

* تعقيبا على مقال عماد الدين أديب «دولة أم فوضى؟»، المنشور بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: معروف أنه بعد كل ثورة تظهر هذه الفوضى والصراعات، صراع بين المستفيدين من النظام السابق والنظام الحالي، وكلما كان رجال النظام السابق أقوياء ويملكون المليارات كان الصراع قويا وعلى أشده، وهؤلاء الفاسدون من النظام السابق ينتهزون أي حدث لنشر الفوضى وزرع الفتن والدمار والحرق، وحتى القتل، فهم لا يتورعون عن فعل أي شيء في سبيل إسقاط النظام ورجوع النظام القديم بوجوه جديدة موالية لمصلحتهم، وللأسف هؤلاء في بعض الأحيان تتطابق مصالحهم مع مصالح المعارضة التي لم ترضَ عن النظام الحالي وتريد أيضا إسقاطه لأن كل واحد من المعارضة يعتقد أنه الأحق والأقدر على تولي الحكم، ولذا رأينا تحالفات ومشاورات بين رجال النظام السابق وبعض المعارضة، والحل في هذا ليس بيدي أو بيدك، وإنما بيد الحاكم الذي كان لا بد من مجرد توليه الحكم أن يقوم بالإطاحة بكل رموز النظام السابق كما يفعل كل الحكام في العالم الذين مرت بلادهم بثورات، هذه هي مبادئ السياسة، والحاكم هنا لا بد في هذا الجو المضطرب وعدم الاستقرار أن يكون ديكتاتورا، ولا ينظر لأي نقد أو هجوم من أجل أن يمسك بزمام الأمور.

لبنى رضوان - فرنسا [email protected]