روعة اللغة العربية

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «في تحريف الأحرف»، المنشور بتاريخ 29 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: مما يؤخذ للكاتب تواضعه وعدم تشبثه برأيه وقبوله الرأي الآخر، وهذه من الفضائل التي نأمل أن يتعلم منها الجيل الجديد.. وفي هذا الصدد، فإنني أجد بعض الكلمات التي ليست عربية فيختلف الناس في كتابتها؛ فنجد كلمة «كيك cake»، وهي كلمة إنجليزية تعني نوعا من الحلوى، وكلنا يعرفها، ولو قلناها بالفرنسية لقلنا «جاتوه» أو «كاتوه» مع الفارق بين حرفي (ج، ك). والبعض يكتب كلمة «إنجليزية» وآخرون يكتبونها «إنكليزية».. ويسمى «المرأب» بالعامية «كراج» أو «جراج»، وتصادف أن علت أصوات بأن كلمة «كراج» هي الصحيحة، في حين قال الآخرون إن الصحيح «جراج».. ثم نأتي إلى كلمة «مسؤول»، فهي تكتب كما سلف، لكن البعض يكتبها «مسئول»، وكذلك «شؤون»، علما بأننا إذا اعتمدنا النحو، فإن الهمزة تكتب فوق الواو، ثم نكتب على سبيل المثال «شاؤوا» ولكن حديثا أصبحوا يكتبونها «شاءوا»، أي إن المفرد «شاء» ونضيف إليها في حالة الجمع حرفي الواو والألف. وعندما تتكلمون مع الجيل الجديد من الإنجليز بمفردات شكسبير، فلا يفهمها أحد بعد أن أصبح الكل يطور اللغة نحو الأسهل على حساب الموسيقى، وأنا هنا أتحدث عن اللغة العربية حيث إنها لغة موسيقى، وما استنباط بحور الشعر من قصائد الشعراء إلا خير دليل على أن العربية لغة موسيقية أخاذة.

حسان التميمي - فرنسا [email protected]