قلة النضج السياسي

TT

> تعقيبا على مقال وفيق السامرائي «هل يخسر الإخوان المسلمون (الحرب)؟»، المنشور بتاريخ 1 فبراير (شباط) الحالي، أقول: الجماعة ليست حزبا سياسيا؛ بل ارتدت ثياب حزب لأنه كان الوسيلة الوحيدة التي أتيحت لها لاعتلاء قمة السلطة في مصر بعد أن وجدت في نجاح الثورة وعدم توفر نضج شعبي سياسي، ورؤية واضحة لما بعد مبارك، فرصتها الكبيرة التي لا تفوت للانقضاض على السلطة، فكان لا بد من أن تتحول بميكافيلية عالية الجودة إلى حزب سياسي من أجل أن تحصل على فرصة ذهبية لحصد أغلبية أصوات الناخبين، وكما كان معروفا ومتوقعا، أي أن حزب الحرية والعدالة ليس إلا تكتيك المرحلة، ولأن الجماعة مثل «الفريك لا تقبل الشريك»، فكل خطة أو وسيلة أو أسلوب أو نصيحة لجعلها تتعامل أو تتقاسم السلطة مع شركاء سياسيين من أحزاب أو منظمات لن تفيد أبدا، خصوصا أنها بشعاراتها الدينية قادرة على أن تجيش الشارع والأرياف، وتقلبها على رأس معارضيها، لذلك فإن تحركات المعارضة الآن تهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام الإخوان قبل أن يتمكنوا من بسط سيطرتهم على كل السلطات آنذاك. ستقع مصر تحت رحمة كارتل من رجال الأعمال الذين كانوا يمولون الإخوان، وذلك لكي يعبدوا لهم الطريق للسيطرة على الاقتصاد المصري، وتحقيق مخططاتهم التي تهدف إلى إقامة مشاريع استثمارية ذات أرباح طائلة مؤقتة، ودون أي خطط استراتيجية لصالح مستقبل الشعب.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]