من يمسح دموع الفقير؟

TT

تعقيبا على خبر «تشييع جنازة الطفل (بائع البطاطا).. وهتافات ضد الإخوان»، المنشور بتاريخ 16 فبراير (شباط) الحالي، أقول: خرج عمر صلاح يبحث عن حفنة جنيهات يساعد بها والده الفقير، فعاد جثة هامدة في خضم صراع لا يفهمه، فهو يفهم أنه فقير وأن من مقتضيات هذا الفقر أن تبحث عن لقمة العيش حتى وسط غازات مسيلة للدموع، فدموع الفقر أقوى من تلك الغازات، فلا يهم أن يرى هؤلاء يهتفون للحرية وآخرون يهتفون للدستور، المهم أن يجد عمر مشتريا للبطاطا فيسعد بأنه حقق أقصى أمانيه، لم يلتفت الحاكم بأنه يدفع شعبه للاقتتال ولم يهمه أن يسعى لحل مشكلات الناس التي قامت بثورة تحلم بالعيش والحرية، فوجدت الفقر والاستبداد فهو لا يرى إلا ما يراه يرضي أهله وعشيرته.. أما من هم خارج تلك العشيرة فهم حطب معركة لا تخصه فليمت عمر وليمت من يموت، المهم أن يعيش الحاكم الجديد الذي يتفاخر بأنه منتخب، ولكنه نسي من انتخبوه أو حتى من لم ينتخبوه، فنحن في زمن «الإخوان»، كما كنا سابقا في عصر الحزب الوطني، فهل تغيرت الوجوه أم الحال الذي يسير من سيئ إلى أسوأ، وها نحن نسير في نفق مظلم يدفع بعمر طفل إلى حتفه بل يدفع الوطن كله للانتحار.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]