تعقيبا على مقال زاهي حواس «تأجير آثار مصر»، المنشور بتاريخ 8 مارس (آذار) الحالي، أقول: أيا كان موضوع بيع أو تأجير الآثار المصرية فإن مجرد طرح هذه الفكرة يعتبر فضيحة ماسة بسمعة وكرامة مصر أم الدنيا، لأنها تشير إلى أن الحالة الاقتصادية والمالية لمصر أصبحت منهارة تماما. وكما هو معروف في ما بيننا كمواطنين فإنه حينما يسوء بالمواطن الحال تحت ضغط ظروف معينة كالحاجة الماسة مثلا لنفقات علاج أو زواج إحدى بناته فإنه يضطر أحيانا تحت ضغط الظروف المعيشية الصعبة إلى الاستدانة أو الحصول على قرض بفائدة كبيرة. فإن لم يجد فإنه يضطر إلى بيع أثاث بيته قطعة قطعة بأبخس الأثمان. وهذا هو الحال بالنسبة لمصر في هذه الأيام التي لم تشهد مثلها البلاد.. فقد باع النظام السابق شركاتها ومصانعها وأراضيها بأبخس الأثمان، ثم جاء النظام الحالي الذي لا يبدو أقل سوءا لكي يبيع ما تبقى لها من أصول فلم يجد سوى الآثار المصرية القديمة التي تمثل حضارة 7000 سنة لكي يبيعها أو يؤجرها.
فؤاد محمد - مصر [email protected]