الحليف الدائم

TT

تعقيبا على مقال سمير عطا الله «10 سنوات على بغداد»، المنشور بتاريخ 9 مارس (آذار) الحالي، أقول: من التبسيط الزعم بأن بوش الابن كان مغامرا ساذجا أخطأ في الحسابات وأساء التقدير! إذ على الأقل يجب أن نتفق على أن السياسات الاستراتيجية الأميركية لا يقررها شخص الرئيس بمفرده، بل هناك مؤسسات متخصصة ترسمها وتخطط لها، لذلك فالواضح أن قرار احتلال العراق كان قد اتُّخذ منذ عقود طويلة، وقد هيأت لذلك أفضل أجهزة الإعلام العالمية، فرسمت صورة مبالغا فيها عن الرئيس العراقي وإمكانياته الجبارة، لتعطي أميركا المبرر الكافي للقيام بعملية احتلال العراق، خصوصا أمام شعبها والرأي العام العالمي. فعندما قطع العرب النفط عن الغرب بعد حرب أكتوبر 1973، دقت عندهم أجراس الخطر. وعلى الرغم من فشل المقاطعة، فإن الخوف من تكرارها بشكل أكثر تطورا، جعل قرار احتواء دول النفط أمرا حتميا والطريقة الأمثل هي استغلال التنوع الإثني والطائفي في العراق واحتلاله، ثم نشر الفوضى والفتنة لتحوله إلى دولة ميليشيات وعصابات تهدد دول الجوار مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]