لم تصل رسالة معاوية

TT

* تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «شعور بشار وشعرة معاوية»، المنشور بتاريخ 19 مارس (آذار) الحالي، أقول: لا تجوز المقارنة، فمعاوية رمز للدهاء والسياسة، وكان العرب يضربون به المثل في ذلك. واشهر ما قيل عنه «شعرة معاوية» كناية عن حسن السّياسة والدبلوماسية، وقوله الشهير «لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها»، فكان مثالا للحاكم الذي يدرك ويعرف مداخل رعيته، يدرك متى يحاسب ومتى يحنو. هذه البلاغة والحكمة تجعلنا نفغر افواهنا تعجبا من عقلية فذّة كعقلية معاوية الذي حكم بلاد الشّام، وكأنه أدرك بفراسته أنّ أياماً صعاباً من الظلم والقهر والقتل تنتظرها، فأراد أن يرسل رسالة للأسد فلم يستوعبها الأخير، ألم يقولوا «والعقل وما وعى»، في الوقت الذي قُطّعت فيه أوصال سوريا كلها، حين سقطت على رؤوسهم القذائف وهم يحلمون بأمن زائف.

زهير أبو العلا - السعودية [email protected]