أين ذهبت بغداد؟

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «ابن الجوزي ظريفا»، المنشور بتاريخ 26 مارس (آذار) الحالي، أقول: قرأت مؤخَّراً كتابَ رحلة ابن جبير الأندلسي، وأصابني الهول مما قرأت، ليس فقط لدقة ملاحظة ابن جبير وذكائه الفائق ونقده وثنائه لما رأى من مناقب ومثالب بأسلوب محايد غير منحاز، ولكن أيضا لعظمة ما وصف من أمجاد أجدادنا التي تنكَّرنا لها. أطال ابن جبير في وصف بغداد، وبدأ بالنقد أولا. ولكنّه أثنى غاية الثّناء على مدارس بغداد ومستشفياتها وحمَّاماتِها. ولا أدري؛ أأضحك أم أبكي؟ فالمدينة التي عشت فيها أنا وأبي وجدي، كان فيها قبل 800 عام تعليماً وعلاجاً مجانيّاً، وأكثر من 2000 حمّام. حضر ابن جبير مجالس أبي الفرج بن الجوزي شيخ الحنابلة في بغداد، وأدهشه ما رأى من بديع كلامه، وتأثُّر النَّاس بأسلوبه. كان يترك المجلس وقد احمرَّت عيون الناس من البكاء.

أيّ تاريخ نملك، وأيّ غفلة عن تاريخنا نغفل! هل كُتب علينا أن نرى الخراب والدّمار كل يوم وكل ساعة، ولا نعثر على المجد إلا مصادفة؟ بغداد اليوم حالها كحال بغداد بعد أن غزاها المغول، فهل من فرجٍ قريبٍ يا رب؟

عادل البغدادي - فرنسا [email protected]