تعقيبا على مقال طارق الحميد «أذكاهم صالح.. وأحكمهم هادي»، المنشور بتاريخ 13 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: المشكلة في دول الربيع العربي هي غياب رجالات والنَّهم السياسي. أغلبية الدّول التي شهدت تحوّلات وتغيّرات مهمّة خلال تاريخها السّياسي وانتقلت من نظام حكم الى آخر، عاشت شعوبها أحداثاً عديدة ناتجة عن عمليّة التحوّل الطبيعيّة التي ترافق كلّ تغيير. حدث في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات في العديد من الدول الأوروبيّة تغيير للأنظمة وانتصار للثوار على الحكومات واستلامهم مقاليد السلطة، وأيضا عام 1991 بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وتفككه الى 15 دولة مستقلّة، وانتقال هذه الدّول من حكم النِّظام الإشتراكي الذي يسيطر عليه الحزب الواحد إلى أنظمة برلمانيّة تدير السلطة بأساليب ديمقراطية. لكن الفارق هنا انّ حالة الإنتقال لم تشهد أحقاداً مريضة ولا نهماً يبتلع الجميع، الكل شارك وما يزال في إعادة ترميم دولهم بما فيهم بعض رجالات النِّظام القديم. لم تحدث محاولات لسحق الآخر أو طرده خارج البلاد والتاريخ، كما لم تنشأ صراعات على اقتسام كعكة السُّلطة.
جواد الصالح - أميركا [email protected]