سياسة القبول

TT

* تعقيبا على مقال عماد الدين أديب «خطأ حسابات موسكو وواشنطن»، المنشور بتاريخ 10 مايو (أيار) الحالي، أقول: ليس دقيقا أن روسيا ما زالت تقتسم مع أميركا إدارة العالم كما كان الاتحاد السوفياتي أيام الحرب الباردة، بل الأصح أن الأميركيين يتفهمون الاحتياجات الروسية وضرورة حفظ ماء وجهها بعد أن ذهبت بعيدا في دعمها للنظام السوري، ولذلك فإن نتائج الصراع بين النظام السوري والمعارضة لا بد أن تضمن حالة لا تؤثر بشكل دراماتيكي على المصالح الروسية، بعد أن فقدت سمعتها بين أبناء العالم العربي الذين يتعاطفون في معظمهم مع الشعب السوري ضد نظام الحكم الدموي، بالإضافة إلى أن فصائل المقاومة تبدو غير متجانسة ولا توجد أجندة موحدة واضحة تهدف لاستبدال نظام ديمقراطي يحترم التعددية وحقوق الإنسان بحكم «البعث»، خصوصا بعد تعاظم نشاط «جبهة النصرة» في المقاومة وخوف الغرب والشرق من أن تخلف النظام الآيل إلى السقوط وتقيم نظاما طالبانيا من الممكن أن يصبح بؤرة لعدم الاستقرار في المنطقة. ومهما كان رأينا الآن فإن الواقع يشير بشكل واضح إلى أن الذي ينتظر حلا عسكريا في سوريا لا بد أن يتوقع انهيارا تاما للبنية التحتية والنسيج الاجتماعي، بحيث لا يخرج في نهاية الأمر أي منتصر، خصوصا أن الذي ينتظر تدخلا أو مساعدة من الخارج يجب أن يفهم أنه لا يوجد موقف من دون شرط وثمن، وأن السياسة في الأخير هي فن المعقول والممكن.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]