السيطرة على الأمن في العراق

TT

تعقيبا على خبر «السعدي يشكل لجنة (حسن نوايا) للتحاور مع بغداد لا دور للسياسيين فيها»، المنشور بتاريخ 14 مايو (أيار) الحالي، أقول: لا شك في أن المظاهرات والاعتصامات اندلعت لسبب حقيقي وجدي، وبحسن نية واضحة، لأنه لو كان هناك سوء نية لاتجه الجميع إلى أساليب وطرق أخرى، كان يمكن أن تسبب للحكومة مشاكل لن تستطيع تحملها، خصوصا أن هناك حقيقة يبدو أن أحدا لم ينتبه لها وهي أن المحافظات المنتفضة تمتاز عن باقي المحافظات بقدرة عسكرية عالية جيدة التنظيم وشديدة الاحتراف، مقارنة بالجيش الذي أسسه المالكي من شباب وبقايا الجيش السابق من عديمي الخبرة والقدرة على الصمود أمام أي تحد جدي، وكلنا رأى وما زال يشاهد كيف أن أكثر من مليون منتسب أمني ما زالوا عاجزين عن التصدي لبضع مئات من المعارضين والإرهابيين الذين ما زالوا يسيطرون اليوم على الوضع الأمني بقوة، فيقتلون ويفجرون في أي مكان وزمان من دون أن تستطيع تلك الأعداد الهائلة في تحقيق أي نجاح على الأرض، لذلك فعلى الحكومة ألا تجعل سكان المحافظات الغربية يضطرون لحمل السلاح للدفاع عن أمنها وحقوقها؟ تلك حقيقة يجب على حكومة المالكي أن تأخذها بنظر الاعتبار، وأن تحسن نيتها ولو لمرة واحدة وتتفاوض مع ممثلي المعتصمين الحقيقيين من أجل إيجاد حلول دائمة وصادقة وموثقة ومضمونة بتعهد خطي أميركي.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]