هل نصنع التَّغيير؟

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «خرائط جديدة في الشرق الأوسط»، المنشور بتاريخ 29 مايو (أيار) الحالي، أقول: من قرأ التَّاريخ تعلَّم، ومن دخل باب السِّياسة وقع في دهاليزها وتاه في زواريبها ونسي السَّبب الذي دخلها من أجله. في رأيي، بعض الحكومات والأحزاب في الشَّرق العربي لا تستغني عن التَّبعية، وعلى الرّغم من كل المتغيِّرات على ما يبدو ظهرت الديمقراطية في الشّرق على أنّها لا تتجاوز القبيلة أو الحزب الواحد إن جاز التَّعبير، وأكدت أن الخروج من هذه الحالة بقبول المتغيرات من حولها والتَّعايش معها والقدرة على احتلال مكانة متميِّزة بين أمم تحدث التغيير ولا تنتظره ليصبح أمرا واقعا. أصبحنا أمام خيارات صريحة واضحة وهي أن نبدأ بإحداث التَّغيير الذي يتناسب مع مصالحنا الضَّيقة على طريقة لا بد مما ليس منه بد وأن يجلس حكماؤنا وخبراؤنا لرسم خرائط لمسطحات الأرض التي نعيش فوقها بأسلوب غريب لا يقبل الوسطية ولا أنصاف الحلول، حتى لو أدَّى ذلك إلى حروب بينية لا نلوم عليها أحدا غيرنا. وفي النهاية أختم بالقول إننا نحسن الظَّن بأنفسنا فوق ما ينبغي وندَّعي فضائل تخلينا عنها بإرادتنا.

عبد الله محمد - فرنسا [email protected]