توحد العالم افتراضيا

TT

تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «سلم نفسك.. أنت محاصر»، المنشور بتاريخ 18 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إنها العبقرية والإبداع التي حولت الأمم إلى أدوات.

يعتقد الإنسان أنه المتحكم بالجهاز بينما الشبكة هي من تتحكم به وتفرض الاتصال والتواصل أو تتحول إلى فريسة للجهل والتخلف والنسيان.. شبكة من الاتصالات حولت الإنسان إلى كائن واحد في عالم افتراضي يستفيد ويفيد تماما كنظام الجسم البشري، الذي يتكون من تريليونات الخلايا التي تعمل من أجل هدف واحد ومحدد تفيد وتستفيد لبقاء الكائن. في السابق خلية واحدة ضعيفة ومسلوبة الإرادة ومحدودة البقاء، فحينما انقسمت وعاشت في أجسام استطاعت تكوين جيش داخل جسم يفيد ويستفيد، والآن أصبحت تريليونات الخلايا داخل الجسم تستفيد من ترابط الأجسام لتزيد فرصها في البقاء. الفائدة من ربط أعداد هائلة من البشر في شبكة واحدة تزيد فرص البقاء تماما كما فعلت الخلايا حينما اتحدت. سيشهد العالم تطورا سريعا لم يشهد تاريخ البشرية له مثيلا.

طارق عبد الله محمد - فرنسا [email protected]