قائد للثورة

TT

* تعقيبا على مقال حسين شبكشي «ليست كالكلمات!»، المنشور بتاريخ 28 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: ما يمكن قوله تفسيرا لما أسفر عنه الربيع العربي أنه قد حصل خلط كبير بين شعارات النخبة المثقفة التي أشعلت الثورات والانتفاضات التي كان لها ألف مبرر، وبين واقع الأمة المتمثل بوجود نسبة عالية جدا من الأميين وقليلي الخبرة وناقصي الوعي السياسي الذين منحوا حق الانتخاب، وأوكل لهم أمر اختيار نظام الحكم البديل. ولأن الإناء ينضح بما فيه، فإن الاختيار جاء سيئا ومخيبا للآمال، مما جعل الأسباب التي قادت إلى الثورة تعود من جديد، ولكن في ظروف وشروط أقسى مما سبقها. إن الحالة العامة اليوم يمكن أن تسمى إحباطا وخيبة أمل، إذ إن أسباب الثورة ضد الأنظمة الديكتاتورية كانت مفهومة وكان هناك ما يبررها، لكن اليوم معظم الحكومات المتخلفة منتخبة من الشعب، مما يجعل موضوع المطالبة بتبديلها وإسقاطها فاقدا للشرعية، ولا أعتقد أن الخروج منها ممكن في الوقت الحاضر. وأرى أنه حتى لو أثبتت تلك الحكومات فشلا ذريعا، فإن السبب سوف يرجع إلى النظام الديمقراطي الذي منح للشعب حقوقا لا يفهمونها ويقدرون على التعامل معها، وذلك سيبرر تدخل القوات المسلحة لإعادة الأمور إلى المربع الأول، لنصبح في انتظار جيل جديد يولد من رحم المعاناة.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]