النظام السوري واهم

TT

* تعقيبا على مقال أكرم البني «الصراع السوري وأوهام الحسم العسكري!»، المنشور بتاريخ 1 يوليو (تموز) الحالي، أقول: ليست أوهاما بل علامات حقيقية لقرب انهيار النظام. في رأيي انّ النظام في سوريا يقاتل اليومَ قتالَ اليائسين، ومن الغرائب أن بعض أهل الثورة يروّجون ما يحبّ النظام ترويجه بأنه ما يزال قويا صامدا، ولكن الحقيقة أن النظام البائس في طريقه إلى النهاية. فقَدَ النظام العدد الأكبر من المعابر الحدودية البرية التي تربط سوريا بدول الجوار، وقد فشل في استعادتها، كما فقد ثلث مطاراته العسكرية وبقيت له سيطرة منقوصة على ثلث آخر، أما المطارات المدنية فقد بات عاجزا عن استعمالها استعمالا آمنا، بالإضافة إلى فقدانه ثلث العاصمة على الأقل «الأحياء الشرقية والجنوبية» وفقد ضواحي العاصمة «الغوطتين الشرقية والغربية»، وباءت كل محاولاته لاسترجاعها بالفشل، هذا كما فقد النظام الخزّانَ الاستراتيجي للطاقة والغذاء الذي يمد سوريا بثلاثة أرباع حاجتها من القمح ومعظم حاجتها من النفط والغاز في منطقة الجزيرة، وتجاوز النظام أعرضَ الخطوط الحمراء التي رسمها لنفسه، الخط الذي بقي متشبثا به لنحو عامين كاملين، وهو اعتبارُه الثورة السورية حركة تمرّد تقودها عصابات مسلحة.

خلدون الوائل - فرنسا [email protected]