تعقيبا على مقال إنعام كجه جي «قبل أن ننقرض»، المنشور بتاريخ 14 يوليو (تموز) الحالي، أقول: ذكرتني سطور المقال بكلمات الكاتب المبدع حمزة الحسن وبسنوات عجاف مرت على بلدنا وخيرة أبنائه ينزفون دما في معارك طاحنة، وأمهات وزوجات وأبناء ثكالى يبكون من فقدوا أو أسروا أو عادوا في نعوش، ولكن الحب كان هاجس الجميع، في مأكلهم ومشربهم ومجلسهم وكانت المودة محور حديثهم وكان الوطن في قلوبهم وكيانهم وضمائرهم، حتى البغال العسكرية التي تطرق كاتبنا الفاضل إليها والتي كانت تنقل لنا الماء والأرزاق يوميا، ليلا أو نهارا كانت تعرف طريقها إلينا في قمم الجبال وكأنها قد اغترفت شيئا من المحبة والألفة من قلوب الجنود، لتعمل من دون كلل أو ملل صيفا وشتاء، أين ذهب هذا الشعور وأين هي تلك المشاعر، كيف أصبحنا نلغي بعضنا بعضا ونهمل بعضنا بعضا، ونخاصم بعضنا بعضا؟ هل لنا اليوم هوية وطنية؟ هل يمكن أن نحلم بيوم تأتي فيه طيور الكراكي من جديد لتحمل معها ربما هاجس المحبة ودفء المشاعر، رغم تفاؤلي اللا متناهي، يؤسفني أن أقول لا أظن. تحية لقلم الكاتبة النبيل وشكرا لـ«الشرق الأوسط».
أحمد الجبوري - السويد [email protected]