الناس.. والأنهار

TT

*تعقيبا على مقال إنعام كجه جي «خنساء الكاميرا»، المنشور بتاريخ 4 أغسطس (آب) الحالي، أقول: فيلم معبر يحمل هموم المواطن المصري بشكل خاص والعربي بالعموم، ويتحدث عن الأخوة التاريخية لسكان ضفاف الأنهار العظيمة كالنيل ودجلة الخير والفرات، التي كان يتغنى بها الشعراء، وهي مصدر الخير والنماء، وهي من تروي العطشى بغرفة ماء، لكن تطور الصناعة وكثرة الملوثات وزيادة عدد البشر أصبح مصدر إزعاج لهذه الأنهر، وبدلا من أن تعطي الخير والخضرة والارتواء أصبحت مصدرا لكثير من الأمراض، فالشعوب تعشق الأنهار.. لكنها بالمقابل ترمي فضلاتها فيها في كثير من الدول، فتغير لونها وشكل مائها؛ فأمراض الكلية والدم والكبد كلها مصدرها الماء الملوث، ويكون الفقراء والمساكين ضحية لهذه الأمراض، لأنهم لا يستطيعون شراء المياه العذبة المصفاة بل يعتمدون على ضمير وأخلاق عامل التصفية في إسالة الماء، فهم يشربون من «الحنفية»، قدرهم أن يعيشوا بقرب الأنهار متحابين؛ أحدهم ينهل من الآخر، لكن الإنسان يتبدل أما الأنهار فهي باقية بقاء الأزل.

عدنان العراقي - فرنسا [email protected]