ضياع حقوق الشعوب

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «نيروبي: السائق وبنات خالاته»، المنشور بتاريخ 15 أغسطس (آب) الحالي، أقول: يبدو أن صيف نيروبي لا يختلف كثيرا عن الإسكندرية، فالدول الأفريقية كحال بعض الدول العربية تمتلك الثروة والموارد الطبيعية، لكنها لا تمتلك الموارد البشرية أو بالأحرى العقول الناضجة التي حولت أوطانها من مستعمرات إلى دول متقدمة، ومثالا على ذلك جنوب أفريقيا بشخص نيلسون مانديلا، الذي استفاد من خبرة المستعمرين في الصناعة والزراعة والعلم وفي كل شيء، فشاركهم في الحكم ولم يطرد شركاتهم واستثماراتهم، بل شاركهم في كل شيء فانتشل شعبه وعرقه الأفريقي من العبودية بأسلوب حضاري متميز، ولكن مع الأسف لم ينتهج أي من الزعماء الأفارقة هذا النهج الراقي بل حرضوا الناس لطرد المستعمرين وتربعوا على السلطة وزادت أموالهم واستثماراتهم مع الدول التي يلعنونها أمام الإعلام ويعقدون الصفقات معها في الظلام، على حساب شعوبهم التي بقيت ترزح تحت الفقر، حتى البعض منهم يجازف بحياته من أجل الوصول إلى جنوب أفريقيا أو الدول الأوروبية لكي يحصل على حقوقه الإنسانية. فيا ترى متى ترى الشعوب حقوقها المغتصبة من قبل حكامها؟

عدنان العراقي - فرنسا [email protected]